اليكى واليكى وحدك اعتذر

إليك ..و إليك وحدك .. أكتب .. و إليك وحدك أعزف ..و لك وحدك أحيا و أموت .. فلا تندمين ..! )


لا تندمين ..
إنى إنتهيتُ ..وتلك حقيقةُ ..
يموت عازف الكلمات و سيد العاشقين .
و ما عاد فى الدرب غير رجعُ الصدى ..
و ما عاد عزفٌ يُرتجى ..
و ما تبقى غير أوتار الأنين .
كم من مرة نهيتُ قلبى عن الهوى ..
لكنها تصاريف العشق و القدر اللعين .
أن أحبُ بعمق فى نهايات عُمرى ..
و ما أصعبُ العشق بعد الأربعين .
حملتُ قلبى على كفى إليك ..
والسنين الباقيات جمعتُها ..
و جعلتها فى يديك مثلُ ازهار الياسمين .
وفرشتُ على أرضك بساط مشاعرى ..
و رجوتك مولاتى أن تتقدمين .
هذا قلبى مسكنك ..
وتلك عيونى نوافذك ..
و أمشى بكل الكبرياء فوق الجبين .
و أطلقتُ فى الفضاء طيور أحلامى ..
ها أنا أخيراً ..أودع وجهُ أيامى الحزين .
وما أدرى بأنى أضاعفُ أحزانى ..
و أكتب بدمائى فوق جدرانى ..
و يتوكأ على كاهلى المُنهك جُرحى الدفين .
خابت ظنون العشق عندى ..
قتلتنى التى ..جئتها راجياً ..
بها على حرمانى أستعين .
لا تندمين ..
خرافة الأشواق على يديك إنتهت ..
و أنتهت معها أحلام السنين .
و استسلمت للريح زهور الحب ثكلى ..
يلهو بها الخريف ..
و يلقيها على وجهها فى الطين .
حتى العطورعن الورود سافرت ..
و هجرت طيورها البساتين .
قد ضاع من كان لها ..
وفقدت فى الحياة حارسها الأمين .
كل الشوارع صارت مظلمة ..
كل النوافذ خلف الستائر معتمة ..
ومصلوباًعلى أبواب الليل نهاراً جنين .
و أرانى اجلسُ ها هُنا ..
أمضغُ وحدتى ..
قطاً عجوزاً مستسلماً ..مستكين .
أنظرُ لصورتك من خلف الدموع ..
و على إنكسار ضوء الشموع ..
إليك يأخذنى الحنين .
لا تندمين ..
ماذا تبقى من كل أيام الهوى ..
غير الجوى .. غير النوى ..
و بعضُ الاشواق ركبت رأسها ولا تلين .
تتمرد على الكتمان بين الضلوع ..
وتنام بين السطور ..
و حسبُها وصالك حين تقرأين .
هذا الذى عندى ..
الذكرياتُ ..
والأغنياتُ ..
و قلباً يقطرُدماً ..أراك منه تُطلين .
و فى داخلى أنت ..
و نبضُ قلبى ..
وصوتك بالغناء يسافر فى الشرايين .
هُنا كنت تجلسين ..
تضحكين و تلعبين ..
و تعلميننى الرسم و التلوين .
وهنا نتناول الشاى معاً ..
و أسمعك بصوت الحب تهمسين ..
تخلص بعض الشىء من سجائرك ..
وكفى أيها المهمل فى نفسه .. تدخين .
ثم نعود نواصل لهونا ..
و نمارس ألعاب الذكاء و التخمين .
و حولى سحابات عطرك نشوى ..
تُراك الأن .. لمن يا حبيبتى تتعطرين ؟
و لمن يا عسلية العينين ..صار إنتماؤك ..
و ما كنتى من قبلى بأحد تؤمنين ؟
أم أن كلُ الديانات فى العشق ذهبت ..
و ما تبقى لى فى الهوى من دين ؟
لا تندمين ..
فأنا برغم موتى بدونك ..أحبك جداً ..
وأدعو الله أن يحفظك ..
حين تُصبحين .. و حين تُمسين .
وقلبى المكسور منك ..
يحبك أكثر ..
يرفعُ أكف الضراعة نحوالسماء ..
و يردد خلفى .. اللهم أمين